اكتشاف نظام شمسي يشبه مجموعتنا الشمسية
النظام الجديد يشبه نظامنا الشمسي إلى حد كبيراكتشف علماء الفضاء نظام شمسي يشبه مجموعتنا الشمسية حيث يوجد كوكب يشبه المشترى ويدور حول نجم يشبه الشمس في مدار يماثل إلى حد ما المسار الذي يدور فيه المشترى حول الشمس.
ويعد هذا النظام الشمسي الأقرب في الشبه إلى مجموعتنا من بين 100 نظام شمسي أو أكثر معروف لدى العلماء.
ويتوقع الباحثون أنه ربما يضم هذا النظام عوالم أخرى متمثلة في كواكب صخرية أصغر مثل كوكب الأرض تدور حول النجم أو تتخذ لنفسها مدارا حول الكوكب الذي يتشابه مع المشترى.
ويحمل نجم تلك المجموعة اسم "إتش دي 70642". وتصعب رؤيته بالعين المجردة لأنه خافت بدرجة كبيرة، إلا أنه يمكن رؤيته في السماء الجنوبية باستخدام نظارة معظمة.
عوالم أخرى
يقف الكوكب الغازي العملاق الذي يشبه كوكب المشترى على اعتاب مجرتنا سابحا في ضوء نجم المجموعة الشمسية الأصفر على بعد 95 سنة ضوئية فقط.
ويمكن أن تظهر في غلاف الكوكب، تماما مثل كوكب المشترى، خطوطا وزخارف حسب نوع الرياح وأنظمة الطقس. فيمكن أن تتحرك سحب الميثان ذات اللون الأحمر الداكن على سطح الكوكب تحت طبقة من كريستال الأمونيا اللامعة التي توجد على ارتفاع شاهق.
وربما يلتمع قطبا الكوكب عند الفجر كما تضئ صواعق البرق ليل القطبين.
ويذكر أن الكوكب الذي تم رصده يدور حول النجم "إتش دي 70642" ليس أول كوكب يشبه المشترى ويدور حول نجم آخر يتم اكتشافه. فقد عثر في جميع المجموعات الشمسية التي تم اكتشافها حتى الآن على كواكب غازية عملاقة تشبه المشترى.
لكن هذا الكوكب يعد الأكثر شبها بكوكب المشترى. ويبعد ذلك الكوكب عن النجم التابع له بنحو 467 مليون كيلومتر، لذا فإنه لا يختلف كثيرا عن المشترى الذي يبعد عن الشمس 778 مليون كيلومتر.
ولا يقف التشابه عند هذا الحد حيث يدور هذا الكوكب حول نجمه دورة واحدة كل ستة أعوام بينما يدور المشترى حول الشمس دورة كاملة كل 12 عاما.
ويعد هذا أمر مثير بكل تأكيد، لكن مصدر الاهتمام بهذه المجموعة الجديدة ليس ما نعرفه هناك بل ما نعتقد في وجود ولا نراه حول هذه النجم والكوكب.
فربما يكون هناك عوالم أخرى صخرية وأصغر من الممكن أن تشبه الأرض. لذا فإن الكشف الجديد ينسف حدود قدرتنا على الاكتشاف والبحث.
البحث عن أراض جديدة
وقال هيوج جونز من جامعة جون مور بمدينة ليفربول الإنجليزية الذي شارك في اكتشاف النظام الشمسي الجديد "يعد هذا (الكوكب) الأقرب لدينا في الشبه إلى كواكب مجموعتنا الشمسية، كما يساعدنا على تطوير بحثنا عن أنظمة أخرى تشبه مجموعتنا الشمسية."
وتم رصد الكوكب باستخدام تليسكوب إنجليزي أسترالي بنيو ساوث ويلز في أستراليا يبلغ قطره 3.9 متر. وجرى الإعلان عن الكشف الجديد في مؤتمر بفرنسا.
ويذكر أنه قبل اكتشاف كواكب تدور حول نجوم أخرى كان يعتقد أن هناك أنظمة شمسية أخرى مشابها لمجموعتنا الشمسية بحيث توجد كواكب عملاقة تدور في مدارات على مسافات أبعد من المسافة بين الأرض والشمس فيما توجد كواكب صخرية أصغر تدور في مدارات أقرب حول نجم المجموعة.
لكن الأمر جاء مختلفا عن هذا التصور خاصة وأن الأنظمة الشمسية أكثر اختلافا وتنوعا مما يتخيل المرء.
وجدير بالذكر أن كل الكواكب التي تم اكتشافها حتى الآن خارج المجموعة الشمسية هي كواكب غازية عملاقة تتخذ مدارات بيضاوية الأمر الذي يجعل من غير المحتمل وجود كواكب صخرية.
وأظهر اكتشاف نظام شمسي يتشابه إلى حد كبير مع مجموعتنا الشمسية أن عمليات البحث عن كواكب خارج المجموعة جيدة بصورة كافية أسفرت عن اكتشاف كواكب تماثل المشترى وتدور في مدارات مشابهة.
وستشجع الاكتشافات الأخيرة علماء الفضاء على تطوير الفنيات ومهمات الفضاء اللازمة للعثور على كواكب أصغر تشبه الأرض ومن ثم البحث عن دلائل على وجود حياة على سطح تلك الكواكب.
وتجدر الإشارة إلى أن البحث الذي أعلن عنه يوم الخميس يرعاه مجلس أبحاث الفضاء والفيزياء الجزيئية البريطاني.