في هذه الأيام من كل عام وبالتحديد مع دخول تاريخ الرابع والعشرون من شهر أغسطس يستبشر الناس خيرا من أهل البادية والحاضرة في منطقة شبه الجزيرة العربية بظهور ( نجم السهيل ) والذي يعتبر بمثابة البداية لانكسار حر الصيف الشديد اللاهب وبداية اعتدال الجو ليلا مع استمرار الحر الشديد نهارا , وتقصر فترة النهار وتطول فترة الليل , ويستمر هذا النجم بالمكوث حتى دخول موسم ( الوسم ) في الخامس عشر من شهر أكتوبر لمدة تتراوح الخمسين يوما .
ويعتبر ( نجم سهيل ) من ألمع النجوم في السماء , ولهذا النجم عدة مسميات عند العرب فهم يسمونه ( البشير اليماني ) وأيضا يسمى ( نجم اليمن) وكذلك يسمى ( سهيل اليماني ) , وسبب نسبته إلى اليمن كونه يطلع من جهة الجنوب ويظهر مقابلا للنجم القطبي الشمالي فهو يشير إلى جهة الجنوب , ولا يشاهد ( نجم سهيل ) في سماء الكويت إلا بعد مرور عشر أيا على ظهوره أي في حوالي الخامس من شهر سبتمبر .
ويقول العامة ( إذا ظهر السيل لا تأمن السيل وتلمس التمر بالليل ) وهذا المثل كناية على احتمال قرب موسم سقوط الأمطار , ومن الظواهر التي تحدث مع ظهور ( نجم سهيل ) هو انحراف أشعة الشمس إلى الجنوب بعد أن كانت عمودية , وتحسس المواشي بالراحة فتدر اللبن , كثرة هبوب الرياح الجنوبية ( الكوس ) اعتدال الجو ليلا , يطول الليل ويقصر النهار .
ومن الأمور التي تلاحظ كذلك هجرة الطيور بجميع أنواعها حيث تشاهد بأعداد هائلة تحط في براري الكويت لفترة وجيزة للتزود بالطعام ثم ترحل وهي تأتي من المناطق الشمالية الباردة من الكرة الأرضية متجهة إلى الجزء الجنوبي الدافيء المعتدل .
وينقسم ( نجم سهيل ) إلى أربعة منازل تبدأ ( بالطرفة ) ومدتها 13 يوما ثم ( الجبهة ) وتمتد لمدة 13 يوما وهي أول نجوم فصل الخريف تليها ( الزبرة ) وتستمر لمدة 13 يوما وأخرها ( الصرفة ) .